هل سيستمر غريفيث في مهمته الأممية في اليمن..؟
يمنات – خاص
أنس القباطي
ما تشهده الساحة اليمنية منذ تصنيف الخارجية الامريكية لحركة أنصار الله “الحوثيين” كمنظمة ارهابية اجنبية، يجعل التساؤل حول بقاء المبعوث الأممي، مارتن غريفيث في منصبه، تساؤلا وجيها.
غريفيث خلال احاطته الاخيرة لمجلس الأمن الدولي، الخميس 14 يناير/كانون ثان 2021، ظهر انه عاجز عن تحقيق اختراق في جدار الأزمة اليمنية. و مع التصنيف الامريكي يبدو ان مهمة غريفيث ستتعقد أكثر؛ عوضا عن أنه أمضى 3 أعوام دون ان يحقق أي نجاح في الملف اليمني، باستثناء اتفاق الحديدة الهش، و الذي يعد جزئية من اتفاق ستوكهولم، و في الوقت نفسه لم يتمكن حتى من استكمال تنفيذ هذه الجزئية.
و يرى مراقبون ان تعيين مبعوث أممي جديد إلى ليبيا، هو مقدمة لتعيين مبعوث جديد إلى اليمن، فيما يرى اخرون ان البريطاني غريفيث ما يزال مدعوما من مجلس الأمن الدولي، فيما تمنحه بلده غطاء لاستمرار مهمته، لاعتبار انها من تدير الملف اليمني في مجلس الأمن.
و يعتبر متابعون للوضع في اليمن ان غريفيث مجرد موظف ينفذ اجندات دول فقط، و تحقيق أي اختراق مرهون بتوافق بين الأقطاب الدولية المعنية بالملف اليمني بدرجة اساسية، و هي من يحرك المبعوث الأممي و القوى الاقليمية و المحلية.
و رغم ذلك يعتقد البعض ان بقاء غريفيث من عدمه، سيتحدد ما بعد 20 يناير/كانون ثان الجاري، حيث سيتضح خلال الثلاثة الأشهر القادمة موقف الادارة الامريكية الجديدة بقيادة بايدن و وزير خارجيته من الحرب و الازمة في اليمن على ارض الواقع.
و بعيدا عن الاجندات الدولية و الاقليمية، يظل الاداء العام لغريغيث ضعيفا، فلم يعد قادرا على تحقيق انفراجات حتى ولو جزئية، قياسا بمن سبقوه، فلم يتمكن من تحقيق و لو جزء مما حققه سلفه ولد الشيخ في مفاوضات الكويت التي كانت قريبة من التوصل الى حل سياسي شامل، فيما غريفيث اتجه لتجزئية القضايا، في الوقت الذي تتعمق فيه الأزمة و تظهر ملفات جديدة تتعقد مع مرور الوقت، دون ان يتحرك هو لمعالجة تداعياتها، من خلال تيسير لقاءات بين الاطراف لمعالجة المشاكل التي تطفو على السطح قبل استفحالها، بل ظل مكتفيا ببيانات الادانة و القلق و القيام بجولات إلى الرياض و صنعاء قبيل تقديم احاطاته لمجلس الأمن بأيام، تاركا لمكتبه في عمان عقد لقاءات و ندوات و ورش عمل مع شلل باتت تنسج علاقات مع مسؤولين في المكتب بهدف المشاركة في تلك الفعاليات للحصول على منافع مادية.